روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | الإنبعاث في الكلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > الإنبعاث في الكلام


  الإنبعاث في الكلام
     عدد مرات المشاهدة: 2174        عدد مرات الإرسال: 0

الإنبعاث في الكلام يعني الإكثار منه والإقبال عليه بشدة، وهو من شقائق الشيطان، كما قال ابن عمر رضي الله عنه: الإنبعاث في الكلام من شقائق الشيطان أخرجه بن أبي شيبة في كتاب الأدب، وفي الحديث «تعلموا، وإياكم شقائق الكلام، فإن شقائق الكلام من شقائق الشيطان» أخرجه البخاري في الأدب المفرد، وابن أبي شيبة في كتاب الأدب، وهذا فيه النهي عن كثرت الكلام والتقعر والتشدق فيه مما يؤدي إلى الثرثرة فيه، وجاء الحث على قلة الكلام لما في ذلك من السلامة من الآثام، ففي الحديث الذي أخرجه أحمد في المسند: «إن من حسن إسلام المرء، قلة الكلام فيما لا يعنيه».

ولأن كثرة الكلام قد تورث الإنسان موارد العطب، فالإنسان العاقل لا يماري الناس على كلامهم، ولا يتطلع أن يكون أكثر منهم كلاما، إلا فيما دعت إليه الحاجة وإقتضته الضرورة من قول الحق والدعوة إليه، وعليه أن يتأمل فيما سيخرج منه قبل أن يتكلم حتى لا يندم، وما أكثر من ندم إذا تكلم، وليس من الخُلق أن يتكلم الإنسان بكل ما أتى على لسانه، لأن من كان ثرثاراً في قوله كثيراً في كلامه مجَّه الناس وكرهوه.

وكثرت الكلام تكون بالمنطوق وتكون بالمكتوب، وخصوصاً في مواقع التواصل الإجتماعي الحديث وأصبح اليوم أكثرها معاطن للقدح والذم وكشف العورات وإثارة الفتن والعداوات، وأكثر ما تقع الفتن ويتفرق الناس من كثرة الكلام الطائش وبعض الناس قد سخر وقته للإكثار في الكلام فيما لا يعنيه فيقدح في هذا، ويلوم هذا، ويسب هذا، وكما قيل:

أقلل كلامك وإستعذ من شره *** إن البلاء ببعضه مقرون

وإذا كان الحال كذلك فإن الإنسان يحرص على حفظ لسانه من كثرة الكلام الذي لا فائدة منه حتى يحفظ نفسه عن الخوض فيما لا ينبغي، ولو كان الكلام مباحاً يحذر الإنسان من الإكثار منه لئلا يقع في المحذور منه، فالصمت في وقته يكون مرتبة عالية، ولهذا كثر مدح الصمت، وذم كثرت الكلام.

وقد سطر السلف في حياتهم أروع الأمثلة في قلة الكلام، قال عمر رضي الله عنه للأحنف بن قيس يا أحنف: من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلَّ حياؤه، ومن قلَّ حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه -ذكره في مجمع الزوائد ، وقال مالك بن أنس: كل شيء يُنتفع بفضله -أي بزيادته- إلا الكلام فإن فضله يضر -روضة العقلاء ص 37، وفي سير أعلام النبلاء عن إبراهيم بن رستم قال: سمعت خارجة يقول: صحبت عبدالله بن عون خمس عشرة سنة فما أظن الملائكة كتبت عليه شيئاً.

الكاتب: د. عبدالله بن عبدالرحمن الشثري.

المصدر: موقع رسالة الإسلام.